فتنتــــــــــــــــــــــــان آلمتا رسول اللـــــــــــــــــــــــــــــه

فتنتان آلمتا رسول الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه نستهديه ونسترضيه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وصل يا ربنا على خير من طلعت عليه شمس
أخوتى فى الله سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم نرى الأقزام يتطاولون على عرض خيرالبريه
وهذا ليس بجديد فقد تعرض لذلك خير البرية تعرض لفتن كانت تؤلمه ومنها ما كان بعد غزوة بنى المصطلق فى العام الخامس وقيل فى السادس من الهجرة .......
الفتنة الأولى: قول رأس النفاق عبد الله بن أبى بن سلول :
( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )
وسبب ذلك أن رجلا من خلفاء المهاجرين وآخر من خلفاء الأنصار ازدحما عى ماء المريسع فضرب المهاجر الأنصارىفقال الأنصارى : يا للأنصار ، وقال المهاجرى : يا للمهاجرين ، واجتمع ناس من الطرفين فبادرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :" أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنها منتنة .
" فعاد الناس إلى رشدهم ورجعوا "وكانت جماعة من المنافقين قد خرجوا فى غزوة بنى المصطلق ولم تخرج من قبل ومعهم رئيسهم عبدالله بن أبى ، فلما بلغه الأمر استشاط غضبا وقال : أو قد فعلوها قد نافرونا وكاثرونا فى بلادنا ، والله ما عدنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وقد أراد بنفسه الأعز وهو عند الله لذليل لا يساوى عند الله جناح
بعوضه وأراد بخير البرية الأذل ـ العياذ بالله ـ و أخذ يدبر لذلك الفتن حتى قال لرفاقه هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم وكان معهم شاب من المؤمنين وهو زيد بن أرقم فلم يصبر على ما سمع حتى أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس النفاق وسأله عما قيل فحلف له أنه لم يقل شيئا مما بلغه فأنزل الله سورة المنافقين وفضحه على الأشهاد إلى يوم الدين
وكان ابن هذا المنافق عبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول من المؤمنين الذين حسن إيمانهم خالصا إيمانه لله فوقف على نقب المدينة مستلا سيفه وقال لأبيه رأس النفاق : والله لا تجوز من ههنا حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه العزيز وأنت الذليل وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأرسل إليه أن يأذن له فخلى سبيله وبهذه الحكمة انتهت هذه الفتنه .
الفتنة الثانية :قول المنافقين بالإفك:
وكانت هذه الفتنة فى هذه الغزوة بنى المصطلق وذلك أثناء عودة الجيش على مقربة من المدينة عند نزولهم للراحة وأمر الرسول الكريم بالرحيل ليلا وكانت الطاهرة المطهرة معه فى هذه الغزوة فقد خرجت لقضاء حاجة لها وابتعدت عن الجيش وعند عودتها تفقدت عقدها فلم تجده فعادت تبحث عنه فى موضع قضاء حاجتها وأخذت تبحث عنه حتى وجدته فعادت فلم تجد الجيش ولا الركبان فكانت السيدة عائشة نحيفة الجسم وقد حمل الركبان هودجها ولم يشعروا بعدم وجودها فجلست الطاهرة المطهرة فى مكانها لعلهم يفتقدونها ويعودون لاصطحابها وكان صفوان بن المعطل كثير النوم فلم يستيقظ إلا متأخرا فعندما وصل إلى موقع السيدة عائشة رضوان ربى عليها وجد سواد على الأرض فلما اقترب منها عرفها فقد كان يعرفها قبل نزول الحجاب فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فسمعت أمنا الطاهرة صوته فخمرت وجهها بجلبابها .
فأناخ لها راحلته فركبت فوصلت إلى الجيش عند الظهيرة وعندما رأى عبد الله بن أبى بن سلول ذلك وجد الماء الذى يعكر صفوه بفمه القذر فاتهمها بالفجور وأخذ يحكى ذلك ويستحكيه ويفرقه وينشره بين الناس فلما قدموا المدينة أفاضوا فى هذا الحديث حتى انخدع عدد من المؤمنين .
مرضت عائشة رضوان ربى عليها حين قدمت المدينة وطال مرضها نحو شهر والمدينة تموج موج البحر العاتى الهائج وهى لا تدرى عن الخبر شيءولكن كان يريبها موقف النبى فلم تكن ترى فيه اللطف الذى تعودته حين تشتكى فكان يدخل عليه الصلاة والسلام ويقول :كيف تيكم ؟ ويخرج ولا يجلس عندها .
وكان فى تلك الفترة رسول الله لايتكلم فلما استلبث الوحى وانقطع عنه صلى الله عليه وسلم أشار على الصحابه فأشار عليه على رضوان ربى عليه بفراقها وأشار عليه أسامة وغير بإمساكها فإنها كالتبر الخالص .
فقام النبى إلى المنبر واستعذر من رجل بلغ أذاه فى أهله وكان يقصد ابن سلول فأظهر سيد الأوس رغبته فى قتله فأخذت الحمية سيد الخزرج لأبى لانه كان منهم فثار الحيان حتى خفضهم رسول الله .
خرجت عائشة رضوان الله عليها ذات ليلة لقضاء حاجتها ومعها أم مسطح فعثرت فى مرطها فدعت على ابنها مسطح فاستنكرت السيدة الطاهرة منها ذلك فأخبرتها الخبر وأن ابنها كان فيمن يقول بهذا الإفك فرجعت أمنا الطاهرة إلى رسول الله فاستأذنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتت أهلها فكانت المبرءة تبكى حتى بكت ليلتين ويوما لا تكتحل عينها بالنوم وجاءها خير الأنام فجلس وتشهد وقال :أما بعد يا عائشة فقد بلغتى عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسوف يبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله وتوبى إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب عليه .
حينئذ قلص دمعها الطاهر وقالت : والله لقد علمت بهذا الحديث حتى استقر فى أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت إنى بريئة والله يعلم إنى بريئة لا تصدقونى ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أنى منه بريئة لتصدقونى فوالله لا أجد لى ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف :" فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ".
ثم تحولت واضطجعت ونزل الوحى ساعته فسرى عن النبى صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال : يا عائشة !أما الله فقد برأك ".
فقالت لها أمها : قومى إليه .
فقالت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله .
فخرج النبى إلى الناس وخطب فيهم وتلا عليهم براءة المبرأة من فوق سبع سموات قر آن يتلى إلى قيام يوم الدين
قال تعالى " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم ".فلما نزل أمر برجلين وامرأة من المؤمنين فجلدوا ثمانين جلدة وهم :حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش زلت أقدامهم فى الفتنة أما رأس النفاق وأتباعه فلهم من الله ما يستحقون فسوف يقفون بين يدى الله ويكون حسابهم على الأشهاد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المرسلين